يحكى ان رجلا من بغداد كان صاحب نعمة ومال كثير ،فنفذ ماله وتغير حاله وصار لا يملك شيئا ولا ينال قوته الا بجهد جهيد .
ذات ليلة وهو ومغموم ومقهور ،رائى في منامه قائلا يقول له :ان رزقك بمصر فاتبعه! وتوجه اليه !....
فسافر الى مصر وادركه المساء فنام في مسجد ، وكان بجوار المسجد بيت فقدر الله تعالى ان جماعة من اللصوص دخلوا المسجد وتوصلوا منه الى
ذللك البيت ،فانتبه اهل البيت على حركة اللصوص وقاموا بالصياح فاغاثهم الوالي باتباعه ، فهربت اللصوص ،ودخل الوالي المسجد فوجد الرجل
البغدادي قائما في المسجد فقبض عليه وضربه ضربا مبرحا! ،حتى اشرف على الهلاك وسجنه ،فمكث ثلاثة ايام في السجن ،ثم احضره الوالي وقال
له:من اي بلاد انت؟ قال: من بغداد. قال له : وما حاجتك التي هي سبب في مجيئك الى مصر؟ قال: اني رايت في منامي قائلا يقول لي : ان رزقك
في مصر فتوجه اليه!! .
فلما جئت وجدت الرزق الذي اخبرني به هو تللك المقارع التي نلتها منك!....
فضحك الوالي حتى بدت نواجده وقال له : يا قليل العقل انا رايت ثلاث مرات في منامي قائلا يقول لي: ان بيتا في بغداد بخط كذا ،بحوشه
جنينة تحتها فسقية بها مال له حجم عظيم فتوجه اليه وخذه ! ولم اتوجه، وانت من قلة عقلك سافرت من بلدة الى بلدة من اجل رؤيا رايتها وهي
اضغاث احلام ؟!! ،ثم اعطاه دراهم وقال له استعن بها على عودتك الى بلدك . فاخذها وعاد الى بغداد ، وكان البيت الذي وصفه الوالي ببغداد وهو بيت ذالك الرجل!
فلما وصل الى منزله حفر تحت الفسقية فراى مالا كثييرا ووسع الله رزقه وهاذا اتفاق عجيب!!!
من قصص شهرزاد !....